مضى وقت طويل لم يكن الكثيرون منا يسمع عن الأعاصير والفيضانات حيث كان الأمر يقتصر على بعض الأنباء في النشرات الإخبارية والصحف عن أعاصير وفيضانات في مناطق بعيدة من العالم، ولكن الصيف الحالي شهد تعرض بعض سواحل الخليج العربي لإعصار قوي وفيضانات أدت إلى غرق آلاف السيارات التي لم يكن هناك أي مأوى لها أمام ذلك الإعصار، ورغم أنه لا توجد إحصاءات محددة عن عدد السيارات التي تعرضت للغرق في ذلك الإعصار فهناك أرقام عن مئات الآلاف من السيارات التي غرقت في الأعاصير والفيضانات التي ضربت عددا من مناطق العالم ومنها إعصار كاترينا الذي ضرب الولايات المتحدة قبل عامين وأدى إلى تدمير حوالي400 ألف سيارة.
وقد بدأ الخبراء يحذرون المستهلكين من التورط في شراء سيارات تعرضت للغرق في تلك الفيضانات والأعاصير دون معرفة وهو ما يعني تكبد خسائر كبيرة خاصة وأن هناك تقارير عدة تتحدث بالفعل عن قيام بعض الشركات بإعادة إصلاح السيارات التي تعرضت للتلف في الأعاصير والفيضانات وطرحها للبيع داخليا وخارجيا.
وغالبا ما يتم عرض تلك السيارات للبيع على أنها سيارات مستعملة فقط دون الإشارة إلى أنها تعرضت لحادث استثنائي هو الغرق في إعصار أو فيضان وهو ما يعني خداع المشتري.
ورغم صعوبة اكتشاف تعرض السيارة للغرق فإن هذا الحادث يمكن أن يؤدي إلى تكرار المشكلات والأعطال في السيارة بعد إصلاحها فالمياه تؤدي في البداية إلى أضرار جسيمة بالمكونات الإلكترونية وهي المكونات التي يصعب إصلاحها وفي الوقت نفسه فإن تكاليف استبدالها مرتفعة كما أن المياه وما تحتوي عليه غالبا من عناصر كيميائية يؤدي إلى تآكل الأجزاء غير المرئية من جسم السيارة تدريجيا. أيضا فإن المياه تؤدي إلى إتلاف الأجزاء الميكانيكية دون أن تترك أثرا واضحا لذلك في البداية، فالأمر قد يحتاج إلى عدة شهور قبل ظهور تلك العيوب والأعطال الجوهرية بما في ذلك عدم عمل الوسائد الهوائية بالطريقة المناسبة الأمر الذي يشكل تهديدا لسلامة المشتري نفسه فلا يعد الأمر قاصرا على مجرد خسائر مالية. ويشير الخبراء إلى طريقة بسيطة للغاية من أجل اكتشاف ما إذا كانت السيارة قد تعرضت للغرق أم لا وهي إغلاقها لمدة 24 ساعة تقريبا ثم تشمم رائحتها حيث ستظهر رائحة المياه الراكدة أو الطين مهما تم تنظيفها خاصة أن هناك كميات من المياه والطين وغير ذلك تتسرب إلى أماكن لا يمكن الوصول إليها من جانب عمال النظافة والصيانة.
كيف تكتشفها؟
يجب مراجعة سجلات السيارة سواء لدى المرور أو لدى شركات التأمين حيث إن بعض أصحاب السيارات يعيدون إصلاحها على نفقة شركات التأمين قبل إعادة بيعها دون إخطار المشتري بأنها كانت قد تعرضت للغرق، ويفضل تجنب شراء السيارات التي تنتمي إلى المناطق التي تعرضت للفيضان أو الإعصار تفاديا للخداع خاصة وأن الخسارة كما ذكرنا تكون كبيرة.
ويقول لاري جاماشي الخبير في موقع كار فاكس الأمريكي للاستشارات (سيكون من الحماقة تصور أنه يمكن إصلاح الأضرار التي تعرضت لها السيارة نتيجة الغرق في إعصار أو فيضان).
وفيما يلي أهم وسائل اكتشاف غرق أية سيارة قبل شرائها:
* النظر تحت الفرش أو السجاد في أرضية السيارة بحثا عن أي بقايا للطين أو البلل.
* فحص مسامير تثبيت المقاعد لمعرفة ما إذا كان قد تم فكها لرفع تلك المقاعد وتنظيف السيارة وتجفيف السجاد خاصة أن رفع المقاعد ليس من الأمور التي تحدث في أعمال الصيانة المعتادة.
* فحص أنظمة إضاءة السيارة خاصة أن استبدالها أو صيانتها من الأمور المكلفة، كما أن بقايا المياه قد تظهر على المصابيح من الداخل عند تشغيل الإضاءة دون أن يتأثر المشتري بأي مبررات يمكن أن يقدمها البائع في هذه الحالة حيث إن المخاطرة ستكون كبيرة والخسارة ستكون جسيمة.
* فحص الأجزاء التي يصعب الوصول إليها لتنظيفها في السيارة، لأنها يمكن أن تقدم الدليل الواضح على غرق السيارة سواء من خلال اكتشاف وجود بقايا طين أو مياه أو اكتشاف وجود صدأ حديث.
*البحث عن أي بقايا للطين في الأجزاء التي لا يصل إليها الطين في ظروف القيادة الطبيعية بما في ذلك أثناء السير في المطر وعلى الطرق المبتلة والطينية لأي سبب.
* فحص مسامير تثبيت بعض أجزاء السيارة من أسفل بما في ذلك عتبات الأبواب لمعرفة ما إذا كان قد تم فكها من قبل أم لا خاصة أنه لا يتم نزع مثل هذه المسامير في الظروف العادية.
* وأخيرا يجب التوقف عند أي إشارات إلى وجود الصدأ الناتج عن البلل وخاصة في الأماكن التي لا تصل إليها المياه في ظرف الاستخدام العادية مثل مسامير تثبيت الأجزاء في الداخل.
* وفي النهاية يجب القول إن شراء سيارة تعرضت للغرق ليس خطأ في حد ذاته وإنما الخطأ الكبير يكمن في شراء تلك السيارة دون معرفة أنها تعرضت للغرق لأن المشتري في هذه الحالة قد يدفع ثمنا يفوق كثيرا الثمن الذي تستحقه بالفعل. كما أنه سيستخدمها دون أن يضع في اعتباره أي مشكلات قد تظهر نتيجة ما تعرضت له.