هو قطعا زمن الفضائيات،وفي زمن يعج فيه الفضاء العربي بقنوات مختلفة الأشكال والألوان، لم يعد مستعصيا دخول هذا العالم الفضائي.. ولكن الأصعب هو تحديد من أي باب ستدخل هذا العالم ونحن في وقت بات التخصص أمرا لا يجيده الكثيرون.
الجزيرة الرياضية باختيارها التخصص، لم تسلك طبعا أسهل الطرق ، بل وضعت نفسها على المحك لكونها في المقام الأول ،أول مولود من الجزيرة الأم التي صنعت لنفسها اسما رائداً وتميزاً فريداً في دنيا الإعلام ، ثم لاختيارها التخصص في مجال يشهد تنافسا مثيراً و يحظى بمتابعة واسعة ، وبالتالي يفرض عليك أن تكون متميزاً عما هو موجود.
هذا الرهان سارعت الجزيرة الرياضية بكسبه حين جسدت التميز المنشود بالحصول على الحقوق الحصرية لواحد من أبرز الدوريات في العالم ، إن لم يكن أبرزها ، ألا وهو الدوري الأسباني لكرة القدم الشهير بالليغا.
هذه الخطوة الرائعة التي كانت ضرورية من أجل إنطلاقة قوية ودخول عالم الفضاء من الباب الكبير ، هذه الخطوة عززتها الجزيرة الرياضية بتغطية تليق بقيمة الحدث ،تجلت في مضمون الأستوديو التحليلي الذي أداره أسبوعياً المذيع المعروف أيمن جاده برفقة المحلل الجزائري رابح ماجر المدرب السابق والنجم العربي الذي يتمتع بأفضل سجل ذهبي بين زملائه المحترفين العرب.
هذا الأستوديو بإيقاعه السريع ، وخروجه من القالب التقليدي ، خصوصاً في المواعيد الكبيرة للدوري الأسباني التي حشدت لها طاقات بشرية وإمكانات فنية لتحقيق إضافة جديدة لم يتعود عليها المشاهد العربي ، فكان يعيش الحدث دون أن تفوته كبيرة أو صغيرة من فريق العمل في الدوحة أو من الموفدين الخاصين على عين المكان و زملائهم في مكتب القناة في أسبانيا.
كل ذلك كان يصل إلى المشاهد، فكل ما كان مطلوباً منه، هو أن يضع المؤشر على التردد الذي يمكنه من مصافحة الجزيرة الرياضية.
ويسود الاعتقاد ألا يحيد الموسم الجديد عن الذي سبقه ،بل سيكون امتدادا له بـ جغرافيته الأسبانية حيث لاحظ المشاهدون - دون شك- مع انطلاقة الدوري الأسباني 2004/2005 أن الأستوديو التحليلي وما يتضمنه من فقرات و تقارير اقترب إلى مكان الحدث ، بل أصبح جزءا من المنظومة الكروية الأسبانية. انتقل الأستوديو إلى مدريد و معه ثنائي جديد مكون من المذيع الأخضر بالريش ،والمحلل التونسي طارق دياب الذي ذاع صيته لاعبا دوليا ، ثم بات له جمهوره حين انتقل إلى مصاف المحللين .
لقد لاح جليا أن لهذه القناة الفتية فكراً يجعلها صاحبة التميز في أسلوب التغطية و التعامل مع دوري في قيمة الليغا، وبذلك قدمت الجزيرة الرياضية إجابة أولية لأولئك الذين كانوا ينتظرون، يراقبون، ويترقبون أي أولئك الذين تساءلوا عن الجديد الذي ستأتي به قناة الجزيرة الرياضية في فضاء يشهد زحمة لا مثيل لها في عصرنا هذا .