بعد أن جاءت الانطلاقة مع الليغا مجسدة إلى حد كبير لما هو منتظر أو متوقع من قناة تحمل اسم الجزيرة . فإن الطموح كان أقوى من الاقتناع بهذه البداية الإيجابية في ملعب الحقوق التلفزيونية . فقد كانت تنتظر الجزيرة الرياضية موقعة تختلف شكلاً و مضموناً حين دقت ساعة دورة الخليج السادسة عشرة لكرة القدم التي استضافتها الكويت .
ملعب الليغا كان حصرياً على الجزيرة الرياضية .
أما الملعب هنا، فكان يعج بأكثر من منافس .
فالدورة لها تاريخها و شهرتها التي استمدتها من كونها الأكثر استمرارية في تاريخ البطولات العربية .و ازدادت قيمتها بحرص مختلف وسائل الإعلام الخليجية و العربية على التميز في تغطيتها مستفيدة من كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا و المعلوماتية .
الاستعدادات الضخمة التي دأبت القنوات الخليجية (خاصة) ذات الإمكانات العالية على إظهارها مع كل دورة حّولت ملعب نادي الكويت إلى حقل ملغوم لفريق قناة الجزيرة الرياضية، فهو الضيف القادم على قنوات تمرست في تغطية الحدث الخليجي الكبير واكتسبت قاعدة جماهيرية في المنطقة . فكيف لهذا الفريق الضيف أن يجبر المشاهد على تحديد اختياره و عدم مداعبة الريموت كنترول بالانتقال إلى وجهة تلفزيونية أخرى؟!
هذا رهان جديد ُفرض على الجزيرة الرياضية، و ليس هناك أفضل من أن تتميز وسط منافسة قوية . فما الذي حدث في العاصمة الكويتية مع أول مشاركة خارج القواعد؟!
خليجي 16، كانت شاهدة على حصد الجزيرة الرياضية لنقاط الفوز في أول تجربة لها خارج ملعبها الرئيسي في الدوحة بعد تفوق صريح على كل المنافسين. فقد توالت شهادات التقدير من كل جهة لما قدمته الجزيرة الرياضية من جديد، و الجديد هو صورة خارجة عن النص التقليدي.
صورة قدمت ما لا تراه العين العادية . فكان المشاهد المتابع لنقل الجزيرة الرياضية كمن يقود سيارة تتعدد فيها المواصفات العالية . مشاهد يستمتع بتفاصيل و فواصل فنية حملت توقيع كاميرات الجزيرة الرياضية .
وهو توقيع كان له وقع كبير لأن كاميرات الجزيرة الرياضية كشفت "المستور" وأزاحت الستار عن الأخطاء والغموض الذي رافق بعض الأحداث و المواقف المشكوك فيها .
وجاء البرنامج اليومي الحواري"الشوط الثالث"الذي كان يبث مباشرة كل مساء ليكمل الصورة بتسعين دقيقة هادفة ومثيرة، أثرت المشاهد بلقاءات مع شخصيات رياضية عديدة، حاورت و ناورت وأضاءت أجواء خليجي 16 في أكثر من قضية على مدار أيام الدورة .
عصارة هذا الجهد جعلت فريق الجزيرة الرياضية يحقق من يوم لآخر نقاطا إيجابية كان مجموعها كفيلاً بتتويج "القناة الفتية" صاحبة أفضل تغطية في الدورة . في استفتاء رسمي نظمته اللجنة المنظمة .
تتويج شكل إجماعاً حول قناة لم يمر على موعد بثها أكثر من شهرين .