ومن الكويت استمرت رحلة البحث عن المزيد من التميز، وكانت مدينة زيوريخ السويسرية المحطة التالية التي حطت فيها الجزيرة الرياضية الرحال لتقوم بتغطية الحدث الذي استقطب أنظار العالم، فاختيار البلد المنظم لنهائيات كأس العالم لكرة قدم مونديال 2010 ،لم يعد أمراً عاديا يذكر في نشرات الأخبار ، بل لتغطيته حقوقاً، وهذه الحقوق أشعلت المنافسة بين القنوات الفضائية أكثر مما هي قائمة بين الدول المرشحة ، فكلما توسعت رقعة المنافسة ازداد معها هاجس طريقة اللعب التي ستعتمدها إدارة القناة لخوض غمار التغطية حتى تعزز رصيد الثقة لدى مشاهديها ، خصوصا أن هذا الحدث يتطلب إستراتيجية جديدة في اللعب، لكونه لا يدور على المستطيل الأخضر ، وإنما يحتاج لتحليل وشرح وقراءة واستقراء لما سيدور في الزوايا والكواليس قبل الإعلان عن النتيجة وأبعادها وانعكاساتها.
مع هذا الحدث كانت الجزيرة الرياضية في الموعد، وإذا كان التصويت على اسم البلد المحظوظ مخيبا للآمال العربية ، فإن التصويت على القناة كان إيجابيا بناء على الدور الإخباري الذي لعبته بتواجدها في قلب الحدث بحضور مميز عبر أكثر من فريق عمل ، ينسق بينهم أستوديو مركزي في الدوحة يديره المذيع أيمن جاده الذي استضاف الصحفي العربي عمر غويلة المتخصص في شؤون الفيفا ، فيما أوكل العمل الإعدادي لتشكيلة يقودها المنتج فيصل شعبان والمخرج فهد السهلي.
أما خارج القواعد هناك فريق في زيوريخ مكون من ليلى سماتي و جمال جبالي وآخر موزع بين الدول المعنية بصراع الاستضافة تشكل من الأخضر بالريش في جوهانسبرج و لخضر النوالي في الدار البيضاء و جمال هليل في القاهرة، إضافة إلى تقارير من تونس وليبيا اللتين بكرتا بالخروج من المنافسة. وقد تولى الموفدون الخاصون رصد فترات الترقب و ردود الأفعال بعد أن كشف رئيس الإتحاد الدولي جوزيف بلاتر عن اسم جنوب إفريقيا كبلد فائز بشرف استضافة مونديال 2010 ، وكانت الجزيرة الرياضية أول القنوات التي بثت لمشاهديها تفاصيل نتيجة الفوز الجنوب إفريقي و عدد الأصوات التي حصل عليها المتنافسون.
و كما سعد مانديلا وشعبه باختيار بلدهم لاستضافة المونديال الأفريقي، فإن شعورا بالرضا كان يسود أروقة قناة الجزيرة الرياضية ، لأن التغطية تطلبت جهودا بشرية و تسخير إمكانات تقنية عالية ، من أجل الظهور بمستوى يرسخ مكانة القناة بين نظيراتها لاسيما وأن حدثا كهذا ( أو أي حدث آخر عامة ) لا يحتمل عملاً منقوصا،فالخطأ يصبح ممنوعا لقناة حديثة سارعت بركوب الصعاب حين اختارت المراهنة على تغطية المواعيد الكبيرة .