وختاماً لموسم رياضي استثنائي .. اختارت الجزيرة الرياضية أن تكون هي أيضاً استثنائية في تغطيتها لأهم تظاهرة رياضية على الإطلاق، ألا وهي دورة الألعاب الأوليمبية التي عادت في هذه السنة إلى مهدها ومكان ميلادها أثينا.
وفي هذا الموقع التاريخي، كتب للقناة شهادة ميلاد جديدة . فالنسق الماراثوني الذي عاشه أفراد الجزيرة الرياضية قبل وطيلة الصيف الأكثر سخونة، لم يحل دون كتابة فصل رائع، يحكي مهنية القناة وفكرها ، وهذا الكلام لا يدخل في إطار"استعراض العضلات" لأن هذه القناة اعتادت أن تترك عملها يتحدث باسمها ، وأن يتولى الآخرون الكلام نيابة عنها .. ولكن حين تقوم بسرد حصاد موسم غير عادي في حياة القناة الوليدة، فإنه من الطبيعي أن يكون لدى العاملين فيها شعور بالفخر والاعتزاز بما أنجز خلال هذه الفترة .
إن الألعاب الأوليمبية الصيفية كانت في متناول الجميع من القنوات العربية المتخصصة وغيرها، وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك صراع على الحقوق، حيث أن إذاعات الدول العربية تكفل بالشراء وبالتوزيع على الجميع . إلا إن الجزيرة الرياضية هي التي انفردت بطريقة التعامل مع الأطباق الشهية التي عرضها إتحاد إذاعات الدول العربية . وبأسلوب لا يملك سره سواها، اختارت الجزيرة الرياضية أن تعطي بعداً إضافياً لـ الأطباق الجاهزة لتكسبها نكهة يجد من خلالها المشاهد العربي طعماً و مذاقا يسهلان عليه هضم الكم الهائل من المواد الشهية .
هذا الأسلوب تجسد في استضافة القناة لعدد من أبرز المتخصصين في الرياضات الرئيسة أو ذات الشعبية الكبيرة من أجل الشرح و التحليل سواء في الأستوديو المركزي الذي تناوب على إدارته الزملاء أيمن جاده، وهشام الخلصي، و إبراهيم بوغانمي، أو أثناء النقل المباشر . هؤلاء المتخصصون تصدرهم الأسطورة سعيدعويطة (ألعاب القوى ) و الخبير السوري فايز الخطيب (الجمباز ) و مواطنه هشام المصري بطل السباحة والتونسي سيد العياري (كرة اليد) والدكتور رؤوف عبد القادر( الطائرة) و بشير بندقة بطل ( الملاكمة) والمدرب القطري أحمد عبد الهادي ( السلة).
هذا الأسلوب ، كانت الجزيرة الرياضية هي الوحيدة التي انتهجته وهي لم تكتف بذلك، بل عززت عملها بفريق خاص في أثينا مكوّن من مصورين و مراسلين ليقدموا الصورة و التعليق و الخبر. وجاءت النتيجة النهائية معلنة عن تفرد وتميز جديدين للقناة الوليدة بين من سبقها في العمل بسنوات.